مرحبا بكم.. الإستيراد والتصدير مجال ممتع
وليس بالصعب تماما ويطلق علي بيع أو شراء المنتجات بشكل تجاري بين
الشركات, ومما يجعل العمل في هذا المجال صعباً الفساد المنتشر في بلادنا في
صورة إحتكار الكثير من السلع بواسطة عدد من التجار وبمساعدة بعض مسؤولي
الحكومات ولكن لاعلينا من ذلك فيمكننا أن نبدأ صغارا ثم نتدرج لنصبح كبارا
ويمكن التغلب علي جميع العقبات فلا يوجد مستحيل.
هذا المجال قد يظنه البعض مجالاً بعيداً
يقتصر علي من يملكون رؤوس الأموال الكبيرة وهذا في الحقيقة معتقد خاطئ
تماماً, نحن اليوم في القرن الحادي والعشرون من الزمان ولدينا تقنيات
ووسائل أمان عديدة وقد تم وضع علم التجارة الإلكترونية خصيصاً للبيع
والشراء عبر الانترنت دون الحاجة الي السفر بعيدا! ونشير إلي أن المعتقد
السائد انه يجب علي المستورد أن يسافر بنفسه ليقوم بعملية الاستيراد هو
معتقد خاطئ ويفوت علي الكثيرين فرصة إنشاء أعمال أو شركات خاصة بهم ومن
ناحية أخري يعتبر هذا الأمر اليوم من الطرق التقليدية القديمة! السفر يفضل
فقط في حالة اراد شخص تصنيع منتج ما بمواصفات معينة وليس مجرد الشراء, أما
من يستطيع السفر لحضور المعارض ومقابلة التاجر فهذا امر شخصي لكن عبر
الإنترنت يمكن المقارنة بين الكثير من الشركات – المنتجات – الأسعار في وقت
قليل وهذا أمر يصعب في حالة السفر. وهناك مقالتين هامتين عن أهم موقع
للإستيراد والتصدير المعروف بعلي بابا، تمكنان المستورد من التحقق من
الموردين دون السفر وهما ك
يفية التحقق من الشركات ومصداقيتها علي موقع علي بابا و
كيفية العمل علي موقع علي بابا.
أما عن عملية التصدير فهي أسهل من عملية
الاستيراد إلا انك انت في موقع المورد او المصنع, ويفضل السعي وراء مجال
التصدير أكثر من الإستيراد أو علي الأقل إستيراد المنتجات التي لاتصنعها
دولتك إن كان لابد من الإسيراد وذلك لأنه من المعروف أن التصدير من اهم
مصادر رفع الاقتصاد لأي دولة كبيرة كانت او صغيرة لان ذلك يعني انها دولة
مصنعة وليست مستهلكة فقط, فكل الدول العظمي لم ترتفع إقتصاديا إلا بتصدير
منتجاتها للعالم والدول التي تدار بشكل جيد تهتم بزيادة الصادرات وتقليل
الواردات وبالفعل يؤثر ذلك تأثيراً إيجابياً في رفع المستوي الإقتصادي. أما
الدول ذات الإقتصادات المنهكة أو تلك التي تعرف بالدول النامية تجد حجم
الواردات فيها أكبر من أو ضعف حجم الصادرات.
أما في هذه المقالة التي هي بمثابة المدخل
إلي مجال الإستيراد والتصدير نذكر أولا بعض النصائح الهامة, ثانيا
المصطلحات الدولية الأكثر استخداما, ثالثا طرق الدفع الخاصة بهذا المجال.
بعض النصائح الهامة قبل العمل بمجال الإستيراد والتصدير
– ضع في الاعتبار قبل البدء “الشق القانوني للمسألة”
يجب عليك لكي تعمل في هذا المجال إنشاء
شركة حقيقية بتراخيص كاملة تؤهلك لمزاولة هذا النشاط, وأفضل فئة للإستفسار
عن هذا هم المحاسبون القانونيون الذين بإمكانهم ايضاً إنشاء الشركة نيابة
عنك بأتعاب يتم الاتفاق عليها, ومن مميزات هذا الامر توفير الوقت والعناء
لانهم يعلمون الخطوات والإجراءات بشكل واضح لذلك ينجزونها بشكل أسرع,
وتكلفة إنشاء شركة كاملة بتراخيصها في اغلب الدول العربية يكلف ما يعادل
الثلاثة آلاف دولار او اكثر او اقل علي حسب الدولة.
– قم بفتح حساب بنكي خاص بالشركات
لان التحويلات لان هذا الحساب سيرتبط
كثيراً بالتخليص الجمركي ولا يجوز تحويل الاموال الي شركات او مصانع إلا من
الحساب الخاص بالشركة, ثم بعد ذلك لا تشق علي نفسك باستئجار مكتب ضخم
بتكلفة عالية لانك فقط في البداية ولنجاح مشروعك قد تستغرق سنتين او اكثر
وهذا ينطبق علي جميع المجالات, فالنجاح السريع في غضون ايام أو شهور في عمل
شريف هو أمر شاذ وليس هو المعتاد, فضع في الاعتبار العمل بسياسة النفس
الطويل والصبر.
– لابأس يمكنك العمل من المنزل في البداية
مادمت تحتفظ بالمستندات الرسمية للشركة
وكذلك المستندات الرسمية للشحنات التي قد يزورك احد موظفي الجمارك للإطلاع
عليها, ومن الافضل مثلاً تخصيص جزء من المنزل إن امكن واستخدامه كمكتب صغير
لاننا لا ننصح باستقبال عميل او موظف جمارك بالمنزل.
رابعاً: لابد من الإلمام ببعض مصطلحات
التجارة الالكترونية بين الشركات والتي سنذكرها لاحقا في هذه المقالة,
وكيفية تبادل الرسائل الالكترونية بطريقة إحترافية.
– حاول إيجاد مصدر للتمويل إذا لم يكن لديك
قد يمثل جزء التمويل العقبة الاكبر في
طريق نجاح أعمالك, فلن تجد تاجراً يدفع لك المال مقدماً قبل أن يري السلعة
امام عينيه نظراً لغياب الثقة والمصداقية في بلادنا, فالكل يخشي من ضياع
ماله, وقد تكون محظوظا بوجود من يثق بك لدفع ولو جزء من ثمن الشحنة.
– لاتستورد دائماً إلا السلع التي لاتقوم دولتك بتصنيعها
لان الدول تفرض ضرائب باهظة علي المنتجات
المستوردة التي يتم تصنيعها محلياً وأحياناً تمنعها, وايضاً لان ذلك يؤثر
علي إقتصاد دولتك بالسلب دون أن تشعر.
– إذا أردت سلعة موجودة في الصين إبحث عن نفس السلعة في بلد أقرب
في تركيا مثلاً لانها اقرب كثيراً لبلادنا
العربية ومنتجاتها اصبحت عالية الجودة واسعارها تنافس الصين وهذه حقيقة,
وهذا الامر يوفر عليك الوقت والجهد والمال, فعلي سبيل المثال من حيث المدة
الاستيراد من تركيا يساوي نصف او اقل من مدة الشحن من الصين والوقت في هذا
المجال من اهم العوامل.
– يفضل استخدم خدمات الفحص التي تقدمها شركات عالمية
مثلاً في حالة شراء المواد الغذائية او
الادوية او الاجهزة الالكترونية يمكن استخدام شركة مثل “SGS” للتأكد من
جودة المنتج ومطابقته لمواصفات دولتك لان كل دولة تفرض علي المستورد
مواصفات معينة فيما يتعلق بالسلع.
– قم بشحن سلعتك في حاوية في الحالات التالية
إذا كانت كمية السلعة تتعدي حجم نصف حاوية
عشرين قدم او اربعين فاختر شحنها في حاوية كاملة وذلك سيوفر عليك اكثر مما
لو شحنتها بالاشتراك مع سلعة اخري في حاوية من ناحية مصاريف الشحن
والتفريغ في ميناء الوصول والتخزين أيضاً.
– قم بالتعاقد مع وكيل شحن داخل بلدك
هذا الوكيل يعمل مع وكيل شحن آخر في البلد
الذي تود الاستيراد منه بالتالي يكون هذا الامر أأمن من ان تقوم بالتعامل
مع وكيل شحن في بلد المصدر, وفي حالة حدوث أي طارئ تستطيع الوصول إليه دون
عناء.
مصطلحات التعاقد الدولية في مجال الإستيراد والتصدير
في كل مجال من المجالات توجد مصطلحات
متعارف عليها يستخدمها رواد هذا المجال, وكذلك في مجال التجارة الدولية
هناك مصطلحات تجارية تسمي ‘Incoterms’ إختصارا لكلمة ‘International
commercial Terms’ اي مصطلحات التجارة الدولية وتستخدم هذه المصطلحات في
التعاقد بين البائع والمشتري, وتتمثل هذه المصطلحات في حوالي خمس عشرة
مصطلح, مع ذلك هناك اربعة مصطلحات منها هي المتداولة والاكثر استخداما وهي
كالآتي:
Ex work: يعني هذا المصطلح أن البائع يسلم المشتري بضاعته في المصنع.
“FOB “free on board a ship: يعني هذا
المصطلح أن البائع يسلم المشتري بضاعته علي ظهر السفينة في ميناء التحميل
ولايشمل هذا التعاقد كلفة الشحن.
“C&F “Cost And Freight: يعني هذا
المصطلح ان البائع يسلم المشتري بضاعته في ميناء الوصول, أي ان المشتري قام
بدفع تكاليف الشحن حتي وصول البضائع الي ميناء التفريغ.
“CIF “Cost Freight And Insurance: يعني
هذا المصطلح تسليم البضائع في ميناء الوصول مؤمناً عليها اي انك قمت بدفع
تكلفة الشحن شاملة التأمين.
طرق الدفع المتعارف عليها دوليا في مجال الإستيراد والتصدير
كذلك هناك طرق دفع متعارف عليها دوليا في هذا المجال ولكل طريقة مميزاتها وخصائصها وهذه الطرق تتم عن طريق البنوك وتتمثل في:
“TT “Telegraphic Transfer: هذا النوع هو
عبارة عن عملية التحويل المقدم, فعلي حسب التفاق مع البائع يمكن تحويل دفعة
مقدمة والباقي عند رؤية نسخة من المستندات المطلوبة وهذه الطريقة يفضلها
التجار لانها اسرع واقل كلفة.
“L/C ” Letter Of Credit: تعرف هذه
الطريقة باسم الاعتماد المستندي وهي باختصار تعامل البنوك مع بعضها من حيث
إرسال واستلام الأموال, وكيفيتها ان المشتري يقوم بالذهاب الي البنك عند
الرغبة في شراء منتج ما ويطلب فتح اعتماد مستندي فيقوم البنك بطلب اوراق
بها مواصفات وشروط السلعة ثم يرسل طلب الي بنك المستفيد أو البائع, فيقوم
بنك المستفيد بإعلام المستقيد فيطلعه علي مواصفات وشروط السلعة, ثم للبائع
ان يقبل التعاقد او يرفضه.
في حالة قبول التعاقد يقوم البائع بتجهيز
السلعة المتعاقد عليها ثم يقوم بشحنها ثم يرسل المستندات الي بنك المستفيد
وهو نفسه البائع فيقوم البنك بالتأكد من صحتها ثم يرسلها الي بنك المشتري
ثم يقوم بنك المشتري بتحرير المبلغ المطلوب لبنك المستفيد ثم يستلم المشتري
المستندات لتخليص الشحنة, وهذه الطريقة افضل من حيث الامان ولكن تكلف
البائع والمشتري مصاريف إضافية ولا يفضلها البائعون نظراً لبطئها.. وهناك
نوعان من الاعتماد المستندي ‘Confirmed’ اي مؤكد – و ‘Irrevocable’ اي غير
قابل للإلغاء او النقض.
“CAD “Cash Against Documents: تمثل هذه
الطريقة الدفع مقابل المستندات اي انك حينما تستلم المستندات يقوم البنك
بتحرير ثمن السلعة للبائع.
في مقالات قادمة نتحدث بالتفصيل عن جوانب أخري في مجال الإستيراد والتصدير..دمتم في أمان الله.